من اخت عمرة رضي الله عنهما : اخذت ق والقران المجيد

من السنن المهجورة خطبة الجمعة بسورة ق
من السنن التي هجرها كثير من الخطباء خطبة الجمعة بقراءة سورة ق ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك ، ولكننا في هذه الأزمان لا نكاد نسمعها من خطباء الجمعة بل هي شبه منسية ، فهذه السورة العظيمة التي فيها التذكير بحال الإنسان وما يؤول إليه من الجنة أو النار ، وما فيها من حال الأمم السابقة ، وما فيها من بيان أن الله يعلم خطرات النفوس وأن كل ما يتلفظ به الإنسان فهو مكتوب عن الله جل وعلا فهذه السورة العظيمة التي يحتاج الناس إلى تدبرها والتذكير بها سنة مهجورة في خطبة الجمعة ودليل ذلك :
ما أخرجه مسلم في صحيحه عن عمرة بنت عبد الرحمن عن أخت لعمرة قالت : أخذت (ق والقرآن المجيد) من في رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يوم الجمعة ، وهو يقرأ بها على المنبر ، في كل جمعة.
وعند مسلم أيضاً عن أم هشام بنت حارثة بن النعمان قالت : لقد كان تنورنا وتنور رسول الله صلى الله عليه وسلم واحداً ، سنتين أو سنة وبعض سنة ، وما أخذت (ق والقرآن المجيد) إلا عن لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقرؤها كل يوم جمعة على المنبر ، إذا خطب الناس.
قال القرطبي في المفهم :
" وقوله : إن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ على المنبر : (( ونادوا يا مالك )) : يحتمل : أن يكون أراد الآية وحدها ، أو السورة كلها ، ونبّه ببعضها عليها ؛ كما في يقال : قرأت : (( الحمد لله )).
وفي قراءته صلى الله عليه وسلم هذه الآية وسورة ( ق ) دليل على صحة استحباب مالك قراءة شيء من القرآن في الخطبة ، وخص هذه الآية ، وسورة ( ق ) ؛ لما تضمنته من المواعظ والزجر والتحذير ".
وقال الصنعاني في سبل السلام :
" فيه دليل على مشروعية قراءة سورة "ق" في الخطبة كل جمعة.
قال العلماء: وسبب اختياره صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم هذه السورة لما اشتملت عليه من ذكر البعث والموت والمواعظ الشديدة والزواجر الأكيدة.
وفيه دلالة لقراءة شيء من القرآن في الخطبة كما سبق وقد قام الإجماع على عدم وجوب قراءة السورة المذكورة ولا بعضها في الخطبة، وكانت محافظته على هذه السورة اختياراً منه لما هو الأحسن في الوعظ والتذكير.
وفيه دلالة على ترديد الوعظ في الخطبة ".
فهذه سنة يستحب لخطيب الجمعة أن يفعلها أحياناً لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعلها ، لما فيها من المواعظ والزجر فحري بنا أن نذكر الناس بهذه السنة المهجورة التي غفل عنها الكثير من الناس ، والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه .
حرره / ناصر بن أحمد السوهاجي
13/11/1433هـ