0

سحر التخييل

( أعراض - إبطال - نموذج عملي )


قال تعالى: ﴿ قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ * قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاؤُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ * وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ * وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ ﴾ [الأعراف: 115 - 122].

وقال تعالى: ﴿ قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى * قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى ﴾ [طه: 65، 66].

أعراض سحر التخييل:
1- يرى الإنسانُ الثابتَ متحركًا، والمتحركَ ثابتًا.
2- يرى الصغيرَ كبيرًا، والكبيرَ صغيرًا.
3- يرى الأشياء على غير حقيقتها؛ مثل ما رأى الناس الحبال والعِصِيَّ ثعابينَ تتحرك.

كيف يحدث سحر التخييل؟
يقوم الساحر بإحضار شيء يعرفه الناس، ثم يقول عزيمته الشِّرْكِيَّة، وطلاسمه الكُفْرِية، ويستعين بالشياطين، فيرى الناس الشيء على غير حقيقته.

فقد حدثني من رأى ساحرًا يضع أمامهم بيضة، ثم يعزم عليها، فرآها تدور بسرعة فائقة.

وحدثني غيره أنه رأى الساحر يُحضِر حجرَيْنِ، ويقول طلسمًا، فإذا بالحجرين يتناطحان كأنهما كبشان.

وهذا كله يستخدمه الساحر أمام الناس؛ إما لابتزاز أموالهم، أو لإظهار البراعة والعجب.

وأحيانًا يدخل الساحر هذا النوع من السحر في أنواع أخرى.

ففي سحر التفريق يرى الرجل زوجته الجميلة قبيحة، وفي سحر المحبة يرى عكس ذلك.

وهذا النوع من السحر يختلف عن النوع الآخر المسمى بالشعوذة، وهو ما يعتمد على خفة اليد.

إبطال سحر التخييل:
ويتم إبطال سحر التخييل بكل ما يطرد الشياطين؛ مثل:
1- الأذان.
2- قراءة آية الكرسي.
3- الأذكار المشروعة في طرد الشياطين.
4- البسملة.

بشرط أن يكون الإنسان متوضئًا.

فإذا فعلت ذلك، ولم تبطل حِيَلُه، فهو مشعوذ يعتمد على خفة اليد، وليس بساحر.

نموذج عملي لإبطال سحر التخييل ( ساحر يجعل المصحف يدور ):
كان في إحدى القرى ساحر، يُظْهِر براعته أمام الناس، ويُحضِر المصحف، ثم يربطه بخيط من سورة يس ثم يربط الخيط بمفتاح، ثم يرفع المصحف، ويجعله مُعلَّقًا هكذا في الخيط، ثم يقول طلسمًا، ثم يقول للمصحف: دُرْ يمينًا، فيدور المصحف يمينًا بحركة سريعة عجيبة، ثم يقول: دُرْ يسارًا، فيرجع المصحف ويدور يسارًا بحركة سريعة دونما أن يُحَرِّك يده، وقد رآه الناس مرارًا حتى كادوا أن يُفْتَنُوا به، خاصة وهو يعمل هذه الحركة بالمصحف، والآراء السائدة عند الناس أن الشياطين لا تستطيع أن تمس المصحف، فلما علمْتُ به ذهبت إليه أنا وأحد الشباب - وكنت آنذاك في الثانوية العامة - وتحديته أمام الناس أن يفعل المصحَفُ مثل ما ذكرْتُ، فتعجَّب الناس؛ لأنهم رأوه كثيرًا، وبالفعل أحضر المصحف والخيط، وربطه من سورة يس وعلَّقه على مِفتاح، ومسك المفتاح بيده، عند ذلك نادَيْتُ صاحبي، وقلت له: اجلس في الجانب الآخر، واقرأ آية الكرسي وكرِّرْها، وجلسْتُ أنا في الجانب المقابل من الحلقة، أقرأ آية الكرسي في نفسي، والناس جلوس يشاهدون، فلما أن انتهى من قراءة طلسمه، قال للمصحف: دُرْ يمينًا، فلم يتحرك! فأعاد قراءة الطلسم، ثم قال للمصحف: در يسارًا، فلم يتحرك!

فأخزاه الله أمام الناس، ﴿ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ﴾ [الحج: 40] فسقَطَتْ هيبتُهُ أمام الناس.

والحمد لله وحده، وبه الثقة، وعليه التكلان.

الشيخ وحيد عبدالسلام بالي

إرسال تعليق

 
Top