شرح حديث:
«لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً
وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا»
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا)). (قال أبو عيسى: هَذَا حديثٌ صحيحٌ).
• الشَّرح:
قالَ الإمامُ مُحمَّد عبد الرَّحمـٰن بن عبد الرَّحيم المباركفوري (ت: 1353هـ) ـ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَىٰ ـ في «تحفة
الأحوذي» (6
/ 603)": قَوْله: (لَوْ تَعْلَمُونَ مَا
أَعْلَمُ) أيْ:
مِنْ عقاب الله للعصاة وشدَّة المناقشة يوم الحساب. لضحكتم جواب «لَوْ». (وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا) أيْ:
بكاءً كثيرًا أو زمانًا كثيرًا، أيْ: مِنْ خشية الله ترجيحًا للخوف على الرَّجاء، وخوفًا مِنْ سُوء
الخاتمة.
قالَ الحافظُ: والمرادُ بالعِلْمِ هُنا:
ما يتعلَّق بعظمة الله، وانْتقامه ممَّن يعصيه، والأهوال الَّتي تقع عند النِّزاع
والموت، وفي القبر، ويوم القيامة، ومناسبة كثرة البُكاء وقلَّة الضَّحك في هذا
المقام واضحة، والمرادُ به: التَّخويف.
وقد جاءَ لهذا الحديث سببٌ أخرجهُ سنيد في «تفسيره» بسندٍ واهٍ، والطَّبراني عَنْ ابن عمر: خرجَ رسول اللهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى المسجد، فإذا بقوم يتحدَّثونَ ويضحكونَ، فَقَالَ: (والَّذي نفسي بيده)، فذكر هذا الحديث. وعَنْ
حسن البَصْريّ: "مَنْ عَلِمَ أنَّ الموت
مورده، والقيامة موعده، والوُقوف بين يدي الله مشهده، فحقّه أنْ يطُول في الدُّنيا
حزنه". انتهى.
قَوْله: (هَذَا حديثٌ صحيحٌ) وأخرجهُ البُخاريّ، والنَّسائي.اهـ.
([«تحفة الأحوذي شرح "جامع التِّرمذيَّ"» / (6 / 603)])
إرسال تعليق